روايات شيقهرواية وبقي منها حطام أنثى

رواية وبقي منها حطام أنثى للكاتبة منال سالم و ياسمين عادل الفصل الثالث

وما زاد الحزن من عينيها إلا جمالاً، ليجعلني أنحني في حضرة جمالها أحتراماً، وكأن بريقهما شعاع أملٍ، أُضئ لي بليلةٍ سادها السواد ظلاماً
ماهذه العينين البائستين الجذابتين، تجمع بين المتناقضات في جمالها، يااللهي سبحانك وقد خُلقت بإبداع يدك..

هكذا كان يحدث نفسه جالساً شارداً علي فراشه قبيل النوم، فامشهد تصادم عيناهما لا يفارق ناظريه وكأنه يعيش الموقف من جديد، ساحرة هي تلك العينان اللاتي تخفيان من الحزن أكثر مما تبدي، ماذا حدث لكي أيتها الجميله البائسه، أحترق فضولا لأعرف ماذا أصابك.

في هذه اللحظه، فتحت روان باب غرفته بتريث وحذر شديدين ثم أطلت برأسها للداخل لتجده هائما بعالم آخر، فخطت علي أطراف أصابعها بهدوء ثم صاحت به علي حين غره فأنتفض من مكانه فزعا وهو يهتف
مالك: ده أنتي فصلان ياشيخه، أنتي مبتتهديش أبدأ.

روان بنبره مرحه: لأ مش بتهد، سرحان وشردان وهيمان في أيه قولي أعترف بسرعه ومتخبيش عليا أحسن لو خبيت عليا هضطر أسلط عليك عمتو وساعتها بقي هي هتعرف تقررك ولو فشلت ممكن ينجح عمو ابراهيم و…
مالك واضعا يده علي فمها: بسسسسسس، أسكتي يخرب بيتك أنتي بؤك مش بيوجعك
روان وهي تهز رأسها نافيه: تؤ، قولي حصل أيه تحت خلاك تطلع مش علي بعضك كده هه، قول.

أشاح بوجهه للجهه الأخري مسلطا بصره علي تلك المساحة من السماء القاتمه ليلاً ويزينها لآلئ صغيره مضيئه ثم أردف ناغمه
مالك: عينيها، يخرب بيت عينيها
روان عاقده حاجبيها بعدم فهم: عينيها!
مالك حاككا فروة رأسه: اه عينيها، تحسيها فيها جاذبيه كده غريبه، مش عارف أوصفها
روان وهي تدعي عدم الفهم: ممكن نستخدم نظرية الجاذبيه بتاعت عمو نيوتن، كان راجل بيفهم والله.

رمقها بنظرات حانقه ثم لوي شفتيه بأستنكار علي سخريتها منه، ألتفت بجسده ثم سحب الغطاء عليه مدعياً النوم ولكنه سحبته عنه وأستدارت له وهي تهتف
روان: خلاص خلاص بهزر والله، بس فهمني عين مين دي اللي عملت فيك كده
مالك بتنهيده: إيثار، وما أدراكي وما عيون إيثار
روان محملقه به: أوب أوب أوب، ده الموضوع وسع منك خااالص، وفي يوم واحد.

مالك قاطبا جبينه: ما هو ده الغريب، أنه يوم واحد بس وكمان معرفش إي حاجه غير يدوب إسمها
روان: بس اسمها غريب أوي مسمعتش عنه قبل كده
مالك: بالعكس اسم جميل، معناه المكرمه أو المفضله وممكن المميزه
روان بنص عين: لحقت تبحث عن الأسم كمان
مالك معتدلا في جلسته: روان عايز منك خدمه، حاولي تتعرفي عليها وتصاحبيها
روان مشيره بأصبعها محذره: ماااالك.

مالك بقسمات جاده: بطلي عبط، أنا عمري ما أذي، بس الفضول هيموتني وعايز أعرف عنها كل حاجه
روان ناهضه من جواره: حاضر ياسيدي، هشوف كده أقرب فرصه وأبقي أتعرف عليها
مالك في نفسه:
خاصمتني الراحه وهاجمتني حلقه تدور حولها، وكأنها المتاهه بعينها.

بعد أن أستيقظت عقب نوما مريحاً هنئت به بعد فترات طويله من الأرق والأرهاق، قامت بارتداء الأسدال الخاص بها ثم توجهت للشرفه الملحقه بصالة المنزل، نظرت صوب البحر نظرات متأمله متمنيه حتي أخترق أُذنيها صوت أوتار الكمان التي تُعزف بالقرب منها، شعرت بأنتعاشا قد أصابها وبدأت البسمه تلون فوهة فمها وقد أنسجمت مع اللحن المعزوف بحرفيه وإتقان، وكأنه عازفا ماهرا متمكنا من الآله هو سبب تلك المقطوعات، أخذت تبحث بعينيها حولها لتتعرف علي مصدر هذه الألحان حتي وجدته، لمحته يجلس بشرفة منزله بالأسفل غائصا بالعزف حتي قطع لحظتها صوت والدتها وهي تنادي بإسمها.

تحيه: إيثااار، تعالي حضري الفطار معايا أحسن عمك نازل يفطر معانا النهارده
إيثار بتأفف وهي تدلف خارج الشرفه: من أولها كده ياماما، ده أحنا لسه مخلصناش الشقه حتي
تحيه وهي تلكزها بذراعها: يابت أسكتي أحسن أبوكي يسمعك، ده جايب لأخوكي شغله كويسه وأبوكي صمم أنه يفطر عندنا، مش أحسن ما نطلع لأم أربعه وأربعين وبنتها
إيثار وهي تمط شفتيها بأنزعاج بالغ: نطلع تنزل، في النهايه هنتقابل في مكان واحد.

تحيه وهي تنظر حولها للتأكد من خلو المكان: أسمعي، البت ساره دي من زمان بتغير منك وانا مش عايزاها تاخد عليكي ولا تبقوا أصحاب، في الاخر دي بنت ايمان
إيثار بنبره خافته: ساره مش وحشه عشان تغير مني ياماما، بالعكس دي أحلي مني.

تحيه وهي تعقد ساعديها أمام صدرها: بس من زمان والعيله كلها عندها إيثار في كفه وكل العيله في كفه تانيه، عرفتي ليه العقربه وبنتها غيرانين ياهبله، هتفضلي طول عمرك عبيطه وعلي نياتك كده وبتاخدي علي قفاكي
إيثار وقد لمعت عيناها قهراً: …
تحيه وقد عبست ملامحها ضيقا: يقطعني، مش قصدي أفكرك ياحبيبتي والله
إيثار: ، عن أذنك هقلع الأسدال وأجي أساعدك.

تركتها ثم عبرت الرواق القصير لتدلف حجرتها في حين ظلت والدتها متسمره مكانها ثم رفعت رأسها للسماء وهي تقول
تحيه: يارب عوض علي بنتي يارب، يارب أسعد قلبها يارب.

وقف أسفل البنايه بصحبة رفيقه يتبادلون بعض الأقراص المدمجه ( أسطوانات) ثم تحدثا قليلا بشأن العمل
عبدالله: أنا أتفقت مع أستاذ فايق اني هاخد أجازه الأسبوع الجاي وأنت هتغطي مكاني
مالك واضعا يده بجيب بنطاله المنزلي: أنت هتبتدي أستعباط بقي ولا أيه
عبدالله مداعبا طرف ذقنه: انت حبيبي يامالك وصديق عمري وصاحبي، لو مش هتشيلني مين هيشيلني.

مالك لاويا شفتيه: ايوه ايوه الكلمتين بتوع كل مره دول، ربنا يهدك وتبطل تفسح الجو علي قفايا
عبدالله غامزا بعينيه: عقبال ما أردهالك وأداري عليك لما تقرر تخرج المزه، خلينا في المهم عشان متأخرش، الأسطوانة اللي معاك دي فيها حصر لحسابات المكتب كلها انقلها علي فلاشه واديها لأستاذ فايق بكره
مالك متفحصا القرص: يارب بس يشتغل.

( ملحوظه / يعمل مالك بأحد مكاتب المحاسبه الكبيره بمدينة الأسكندرية كمتدرب لحين أنتهاء دراسته )
عبدالله: أنا ماشي أنا بقي ومتنساش تكلمني و…
كان عبدالله يتحدث إليه وهو يبتعد عنه لكي يعبر الطريق غير عابئا بحركة سير السيارات، في حين لمح مالك بزاوية عينه سياره علي الطريق تقودها إمرآه كادت تدهسه، جحظت عينيه فجأه ثم صرخ به ليتراجع سريعا
مالك: حاسب حاااااااااااااسب
عبدالله بفزع: يالهووووووي.

كانت صوت فرملة السياره فجأه قادرا علي احياء كل الذكريات المؤلمه برأسه، حيث أستعاد مشهد إصطدام سيارتهم أثناء السفر وذهاب والديه للرفيق الأعلي، دفن رأسه بين راحتي يده وظل علي هذه الوضعيه حتي عاد له صديقه وأخذ يهز بجسده حتى يعود لوعيه
عبدالله: خلاص يامالك أنا كويس ياصاحبي، لولاك كان زماني م…
مالك بنبره مرتفعه: بس خلاص، أنا طالع وأنت خلي بالك من طريقك، سلام
عبدالله بذهول: …

صعد لمنزله سريعا وهو يلهث ثم دلف لحجرته علي الفور، حيث أخذت الذكريات تقتحم أغوار عقله بقوه، ونهش بصدره مشهد الحادث
( كان بعمر الخامس عشر عندما قرر والداه السفر لقضاء العطله الصيفيه بأحد سواحل البحر الأحمر، حيث لم ينتبه والده لأحدي سيارات النقل المغلقه تأتي نحوه وبقوه لترتطم السيارتين أرتطاما قويا )
مالك بلهجه يسيطر عليها الوهن: يارب صبرني.

ظلت إيمان مابين الذهاب والإياب يأكلها الفضول لمعرفة ما يحدث بالأسفل، حيث تركها زوجها وهبط لتناول الأفطار مع أخيه وأسرته ورفض مجيئهم معه، ياتري ما الذي يدفعه لذلك إلا اذا كان يدس عنها آمرا لا تعلمه، ضربت كفيها سويا بغيظ في حين تابعتها ساره بصمت ثم هتفت
ساره: ماما انتي خيالتيني، أقعدي واكيد هنعرف كل حاجه لما يطلع.

إيمان بنبره مغتاظه: ابوكي ده هيفرسني، ايه اللي ينزله من تاني يوم كده علي طول وكمان ميرضاش يقولي سبب نزوله
فتح مدحت باب المنزل ثم اغلقه وترك المفتاح معلقاً جوار الباب، توجه للداخل ليجد زوجته علي هذه الحاله، مط شفتيه بإنزعاج ثم هتف
مدحت: ماتهدي يا إيمان
إيمان وهي تهز ساقيها بتوتر: كنت بتعمل أيه عند أخوك كل ده.

مدحت جالسا بأريحيه علي الأريكه: جيبت شغل لعمرو وكنت بقوله علي الأوراق اللي يجيبها معاه بكره عشان التقديم
إيمان فاغره شفتيها بصدمه: شغل!؟ وأنت مالك أنت ياخويا كنت فاتح مكتب توظيف وأنا معرفش
مدحت بنبره خشنه: جري ايه ياإيمان، ابن أخويا وبساعده
إيمان وقد تعمدت اغاظته: وياتري هتشغله أيه أبو خدمه أجتماعيه ده
ساره بقهقهه رقيعه: هههههههه دمك زي العسل ياماما.

مدحت وهو يلثن عليها بالكلام: عجبتك أوي، أهو علي الأقل فلح في الثانويه ودخل جامعه حكوميه، يعني ماعدش السنه وكمان داخل جامعه خاصه بالشئ الفلاني
ساره بتأفف من أسلوب والدها في التعامل: أووووف بقي
إيمان واضعه يدها أوسط خصرها: بنتي مش زي حد عشان تدخل حكومه يامدحت.

مدحت بتهكم صريح: فعلا مش زي حد، عموما متبقيش ست جاهله وتستقلي بالخدمه الأجتماعيه، ده فيهم مراكز عاليه وناس بتشتغل بأعلي مرتبات دلوقتي زيهم زي الدكاتره النفسيين بالظبط، أنا داخل أريح شويه كتكم الهم
قال كلمته وهو ينهض عن مكانه بتكاسل شديد، ثم توجه صوب غرفته، في حين تلوت إيمان بجسدها ثم همست بخفوت
إيمان وهي تغمغم بخفوت: هو ده اللي فالح فيه.

بعد غروب الشمس، وقد بدأ الظلام بالزحف بأرجاء المدينه، كان رُحيم قد أنتهي للتو من صلاة العشاء في جماعه بالمسجد المجاور للعقار القائم به ثم توجه عائدا لمنزله ليقابل بطريقه…
ابراهيم: تقبل الله ياأستاذ
رُحيم مبتسما بهدوء: منا ومنكم
ابراهيم متأملا ملامحه: مش حضرتك الساكن الجديد في العماره، أصل أتهيألي شوفتك أمبارح طالع أنت وأبنك باين
رُحيم مومأ برأسه إيجابا: أيوه أنا، أهلا وسهلا بحضرتك.

ابراهيم مصافحا اياه بحراره: ياالف مرحب بيكم في اسكندريه
رحيم مربتا علي صدره بأمتنان: الله يخليك يارب
ابراهيم مشيرا بيده للأعلي: أنا ساكن تحتيك علي طول أنا واختي ومعانا ولاد أخويا الكبير الله يرحمه، تسمحلي أعزمك علي كوباية شاي حلوه كده نشربها سوا عندي
رحيم بلهجه متردده: لألأ متتعبش حالك، خليها مره تانيه
إبراهيم مستنكرا وهو يعود بجسده للوراء: مره تانيه ليه مااحنا فيها أهو، ولا مش عايزنا نبقي جيران.

رحيم بإبتسامه خفيفه: مش هقدر أكسفك
صعدا سويا حيث منزل ابراهيم، قرع ابراهيم علي الباب عدة مرات حتي فتح له مالك الباب وبادره باأبتسامه واسعه في حين قال إبراهيم
ابراهيم: جارنا الجديد جاي يشرب معانا الشاي يامالك
مالك وقد أنفرجت أساريره: أهلا وسهلا بحضرتك
رحيم مصافحا اياه: اهلا بيك يابني
ابراهيك مشيرا نحو مالك: ده ابن اخو المدام مالك، بيدرس في أخر سنه كليه تجارة.

رحيم وهو يربت علي كفه: ماشاء الله ربنا يبارك فيه
ابراهيم مشيرا نحو الداخل: اتفضل اتفضل
نظر مالك نظره سريعه نحو الخارج معتقدا أعتقاداً أبله بأنها ستكون خلف أبيها، ولكنه لم يجد شيئاً، ف ركل الباب بقدمه لكي ينغلق وحده ثم ذهب لعمته كي يخبرها لُتعد لهم مشروب الشاي الساخن
ميسره بنبره سعيده: شكلهم ناس طيبين، مش زي الجيران اللي فوق وبنتهم ام دم تقيل دي
مالك بعدم تركيز: اه.

ميسره وهي تملأ سخان المياه: والست تحيه دي كمان شكلنا هنتصاحب أوي قريب
مالك حاككا طرف ذقنه وهو يغمغم: أمال هشوفها تاني أزاي
ميسره عاقده حاجبيها بعدم فهم: بتقول أيه يامالك!
مالك بانتباه: ها، لا ولا حاجه
أعدت لهم أقداحاً خزفيه من الشاي ثم وضعت علي الجانب بعض أوراق النعناع الطازج حتي إذا أراد أحدهم أضافته للمشروب، توجهت بالحامل المعدني إليهم وعلي مبسمها إبتسامه سعيده ثم هتفت
ميسره: أهلا وسهلا.

رحيم مجفلا بصره للأسفل: اهلا بيكي
ابراهيم متناولا الحامل من يديها: تسلم أيدك ياميسره
حضرت روان بهذه اللحظه بخطوات مرحه نشيطه غير محسوبه لتتفاجأ بوجود هذا الغريب في منزلهم، قطبت جبينها ثم رددت في خفوت
روان: مساء الخير
رحيم، ابراهيم: مساء النور
ابراهيم مشيرا لها بيده: تعالي ياروان، دي روان اخت مالك الصغيره في أولي ثانوي السنه دي
رحيم مبتسما: ماشاءالله، عقبال ما تشوفها عروسه.

ابراهيم بقهقهه خفيفه: لسه بدري ياحج رحيم، تخلص بس تعليمها وتاخد شهادتها وبعد كده يسهلها ربنا
رحيم مرتشفا بعض القطرات من مشروبه: الجواز ستره للبنات يااستاذ إبراهيم وخصوصا في الزمن الأسود ده، هيعملها ايه العلام ما اخرتهم البيت برده.

ضيق مالك عينيه وقد بدأ يستشف من حديث الرجل بعض من افكاره ومعتقداته الخاصه بتعليم الفتيات وزواجهن، حيث انه يؤمن بأن الزواج المبكر للفتيات هو ستر لهن وحمايه من أخطار الزمن ولا يراه بمنظور المشاركه والحب والتعاون بين الزوجين، فكر مالك بحنكه ثم قرر إعطاء الخيط لأخته لكي تتصرف نيابة عنه، فأصطنع ملامحا بريئه ونيه صافيه وهتف ب…
مالك: ده بقي استاذ ابراهيم ياساره، جارنا الجديد.

روان بنيه صافيه: واوو، حضرتك تبقي بابا إيثار
رحيم وقد عبست قسماته قليلا ثم هتف: أنتي تعرفي بنتي؟
روان وهي تحاول تدارك الموقف: اااه، اصلي قابلتها علي السلم أمبارح وأتعرفت عليها
رحيم: اها
روان بخبث: هو أنا ممكن اطلع اجيبها تقعد معايا
رحيم وهو يحاول الأنفلات من تلك الصغيره الطائشه: اصلها مش بتحب الأختلاط كتير وزمانها شغاله مع امها في الشقه
روان: طب أطلعلها أنا ياعمو.

ابراهيم باأبتسامه هادئه: أطلعي ياحبيبتي، علي الأقل تساعديها
مالك غامزا لها بعينيه: …
روان بفرحه طفوليه: شكرا ياعمو
رحيم وقد التزم الصمت: …

صعدت إليها بخطي مرحه سعيده وعلي ثغرها ابتسامه تنير وجهها ثم طرقت الباب بهدوء لتتفاجئ به يفتح الباب ويقف أمامها، فاختفت أبتسامتها وحل محلها العبوس والتجهم
روان: ممكن أشوف إيثار
عمرو مدعيا عدم تذكرها: أقولها مين
روان عاقده ساعديها أمام صدرها: أنا جارتكوا اللي تحت
عمرو بعدم أهتمام: اه اه أفتكرتك، اتفضلي هي جوه
روان في نفسها: يالهوي علي بوزو، انا هسميه حمبوزو بوزو.

تأمل عمرو خطاها الغير مستقيمه ثم لوي شفتيه بإزدراء وهو يغمغم لنفسه بخفوت
عمرو: ايه البت البارده اللي طلعتلنا في المقدر جديد دي، مش مستريحلها خالص.

ما أشبه اليوم بالبارحه، فأنها الآن تتأهب وتستعد لمغادرة المنزل متجهه صوب جامعتها كما كانت بالقاهره، فلقد مرت اياما عديده تجاهد بها إيثار لتحويل أوراقها حيث جامعة الأسكندريه، والحق يقال ان الأمر لم يكن سهلا إلا بمساعدة عمها مدحت والوسيط الذي تدخل بالأمر ليعجل من تنفيذه سريعا..

وما أن مرقت إيثار بوابة الجامعه حتي أعجبت بها حقاً، كان تصميمها يختلف عن جامعة القاهره كثيرا من حيث الشكل، ولكنها شعرت وكأنها طالبه بالفرقه الأولي وهذا أول يوم لها كطالبه جامعيه، أجل فإن تغيير المكان يجعل من شعورك بالوحده شعوراً قويا، ظلت تجوب الطرقات داخل الجامعه تبحث عن كلية الحاسبات والمعلومات حتي أنها تسائلت من البعض و أدلوها عليها، وقفت أمام المكتب المعني بشئون الطلبه والطالبات ثم تأملت المكان من الداخل وكادت تلتفت لتتأكد من اليافطه لتجده أمامها فجأه.

مالك باأبتسامه برزت اسنانه: صحيح، رب صدفه خير من ألف معاد
إيثار محدقه به: اا انت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى